هل تؤثر طريقة حديث الوالدين في تطور الأطفال اللغوي و الإجتماعي؟

  هل تؤثر طريقة حديث الوالدين في تطور الأطفال اللغوي و الإجتماعي؟


تُعدُّ لغة الوالدين في التحدث مع أطفالهم (Parentese) واحدة من أبرز العوامل التي تتنبأ بإنجاز الأطفال اللغوي. وقد سُجِّل في أنحاء العالم استخدام الوالدين لأسلوبِ تحدُّثٍ يتميز بارتفاع درجة الصوت وتباطؤ وتيرة الكلام والتنغيم المبالَغ فيه عند التخاطب مع أطفالهم. ومع أنَّ الكيفية التي يتحدث بها الآباء إلى أطفالهم الرُّضع ترتبط ارتباطًا وثيقًا باكتساب اللغة لدى الأطفال، فإنَّ العديد من أولياء الأمور لا يُدركون ذلك.
وقد بحثت دراسة نُشرت في 3 شباط (فبراير) 2020 في آثار تدريب الوالدين على التحدث مع أطفالهم وما ينتج عنه من تغييرات في مُدخلاتهم اللغوية وما يؤديه بدوره من تغييرات في النطق والتحصيل اللغوي لدى الأطفال ما بين سني 6 و18 شهرًا، وشارك في الدراسة عائلات تضم بينها أطفالًا في سنِّ 6 أشهر وقُسمت إلى مجموعتين: الأولى تتلقى التدريب على استخدام لغة الوالدين والثانية دون تدريب، وذلك لتحديد ما إذا كان بالإمكان تحسين متغيرات مُعينة من لغة الوالدين (Parentese) بواسطة التدريب.
وأظهرت النتائج أن الأهالي الذين تلقوا التدريب قد زادوا من نسبة استخدامهم للغة الوالدين، وأظهروا انخراطًا مع أطفالهم في النشاطات الحوارية أكثر ممن لم يتلقوا تدريبًا، وأبدى أطفالهم -بدورهم- ازديادًا في إصدار أصواتٍ مرتبطة بالكلام بدرجة ملحوظة بين سني 6 و18 شهرًا، وتمكنوا من لفظ مزيد من الكلماتى عند بلوغهم 18 شهرًا. وبحسب تقديرات لاستطلاعات الآباء والأمهات؛ فإنَّ متوسط مفردات الأطفال عند سنِّ 18 شهرًا قد بلغ نحو 100 كلمة بين أطفال الأسر التي دُرِّبت وذلك مُقارنة بنحو 60 كلمة لدى أطفال الأسر التي لم تُدرَّب. 
وختامًا؛ يستنتج الباحثون بأنَّ استخدام لغة الوالدين –وهو أسلوب تَحدُّث مُحسَّن اجتماعيًّا ولغويًّا– يؤدي إلى تطوير المهارات الاجتماعية واللغوية لدى الأطفال، ويمكن أن يؤدي التدريب الذي يقوم عليه البحث –ويستهدف التواصل الاجتماعي بين الوالدين وأطفالهم– إلى تعزيز التحصيل اللغوي لدى لأطفال.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق