تشجيع إبداعية الأطفال

تشجيع إبداعية الأطفال


سُلّط الضوء في العقد الأخير على تفكير الأطفال وزاد الاهتمام به؛ إذ نُشرت دراسات عديدة تناقش أهمية التطور الإبداعي لدى الأطفال لاكتساب المهارات التحليلية وحل المشكلات والتفكير الخلّاق؛ فمن الممكن أن تؤدي دروس العزف على البيانو أو حل الألغاز واللعب بالألوان إلى نتائج أفضل في التحصيل العلمي ومواجهة المواقف الحياتية الصعبة والتعامل معها منطقيًّا.

ويُعرَّف الإبداع بأنه ميلُ الشخص إلى إنتاج (أو تعرُّف) الأفكار أو البدائل والاحتمالات التي قد تكون مفيدة في حل المشكلات والتواصل مع الآخرين، إذ يوجد لدى المبدعين قدرة على رؤية محيطهم بمنظور مختلف، إضافة إلى موهبة في اكتشاف بدائل جديدة والتفكير خارج الصندوق.

في نتائج دراسات أُجريت عن الإبداع لدى الأطفال؛ استُنتِجَ أن إبداع الطفل يتأثر أولًا في عوامل البيئة المحيطة وعلى وجه الخصوص علاقته بوالديه وأسلوب التربية المُتبَّع.
وأظهرت نتائج بعض الدراسات أن آباء الأطفال المُبدعين مُتَّسقون في تعاملهم مع أطفالهم؛ يتقبّلونهم ويشجعون أسئلتهم العديدة وفضولهم، علاوةً على ذلك؛ تُشكِّلُ حرّية الأطفال في اختيار مواضيع اهتمامهم وهواياتهم دورًا كبيرًا في تشجيع إبداعيتهم إضافة إلى تخطيط أوقاتهم وأيامهم؛ إذ يؤدِّي الأهل دورَ المراقب والموّجه بدلًا من دور المتحكّم والمتدخّل؛ وهذا يؤدي إلى تطوير ثقةٍ بين الأهل والطفل وتقليل اتكالية الطفل على الأهل وتعزيز استقلاليته وتفكيره الخلاق والفريد.
 
وإضافةً إلى دور الأهل المفصلي، من المهم أيضّا النظر إلى دور المَدرَسَة -وخصوصًا مدرّس الصف- في إبداع الأطفال وتشجيعهم على التفكير الخلّاق، وقد اقترحت بعض الدراسات عددًا من الوسائل لتحقيق ذلك منها: 
- مراجعةُ المدرِّس مناهَجه وتعديلها بطريقة يمكنها أن تشجع على التفكير النقدي وطرح الأسئلة عوضًا عن التلقين.
- تضمين اللعب في خلال التعلم وخاصةً لدى طلاب الصفوف المبكرة، وانتقاء الألعاب التي تحرض مخيلة الأطفال.
- خلق بيئة صف آمنة للأطفال وبعيدة عن الأفكار والأحكام السلبية ليعبروا عن أنفسهم بحرية.
- تشجيع أخلاقيات الاحترام والمساواة والتقبّل بين الأطفال.

من الضروري مراجعة أساليب التعليم الحالية وتفعيل التعليم القائم على التفكير الخلاق للطلاب ودعمهم دائمًا؛ إذ لا يُستخدم الإبداع فقط بمثابةِ وسيلةٍ لتحسين التحصيل العلمي لدى الطفل، ولكن أيضًا طريقةً تمكنه من التعبير عن نفسه وعن شخصيته والحفاظ على توازنه وصحته النفسية. 
لذلك؛ على الأهل والطاقم التدريسي التعاون لخلق بيئة مناسبة، ومتقبلة للطفل ومتعاونة معه، ولا تفرّق بين الأولاد والفتيات وتشجعهم للسعي إلى ما يثير اهتمامهم ويحيطهم بدفءٍ يستطيعون النمو فيه بثقة وقوّة.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق