إنّ مرحلة الطفولة هي أهم ما يختبره الفرد في حياته

إنّ مرحلة الطفولة هي أهم ما يختبره الفرد في حياته


إنّ مرحلة الطفولة هي أهم ما يختبره الفرد في حياته؛ ففيها تتكون شخصيته المستقبلية وتترسَّخ صورته عن ذاته، ونظرًا إلى أهمية هذه المرحلة في حياة الطفل وأثرها الكبير في كل قراراته لاحقًا، يتعيّن على الأهل الأخذ بيد أطفالهم ومساعدتهم في بناء استقلاليتهم وتقديرهم لذواتهم. 
 
يُهيَّأ الأطفال في هذه المرحلة لأن يكونوا قادرين على اتخاذ قراراتهم بأنفسهم وأن يكون لهم أثرٌ في المجتمع بمثابةِ مشاركين فعّالين وأكفاء، وهنا يأتي دور الأسرة في تعزيز مفهوم المُشاركة لدى أبنائهم على أنَّه حقٌّ أساسيٌّ من حقوقهم، باعتمادهم على النصائح الآتية:
 
1 – مارسوا بعض النشاطات مع أطفالكم؛ مثل لعب كرة السلة وغيرها.
2 – امنحوا أطفالكم فرصة المُشاركة وقدموا لهم أفكارًا لتعزيز هذا الجانب لديهم سواء في المنزل أو المدرسة أو المجتمع؛ مثل تنظيم مواعيد اللعب الخاصة بهم مع الأطفال الآخرين.
3 – احرصوا على حضور الفعاليّات الخاصة بأطفالكم مثل المسابقات أو أي عرض يقدمونه.
4 – قدموا لهم الحوافز المادية والمديح عند إنجاز عمل جيد، بمثابةِ نوعٍ من التعزيز الإيجابي.
 
تُعَدُّ الرغبةُ في أن يكون الأطفال أفرادًا مستقلين وقادرين على تدبير شؤونهم بمعزل عن تدّخل الأهل، جزءًا طبيعيًا من عملية نمّو الطفل، وعلى الوالدَين أن يكونا داعمَين وأن يشجعَا أبناءَهم على تكوين شخصيّة مستقلة خاصة في أثناء المرحلة الدراسيّة من خلال:  
  
1 - توكيلهم ببعض الأعمال المنزلية التي تناسب أعمارَهم؛ مثل غسل الأطباق وغيرها.
2 - مشاركتهم في إعداد قوائم التسوّق والحاجيّات.
3 – الاهتمام بأشقائهم الأصغر سنًا والأطفال الآخرين.
4 – حثّهم على الانخراط بالأعمال التطوعية في بيئتهم وتقديم المساعدة والتفكير بغيرهم.
5 – تعليمهم الاعتماد على أنفسهم عند القيام بواجباتهم المدرسية والتحضير للامتحانات؛ خاصة عندما يبلغون مرحلة متقدمة من السنوات الدراسيّة.
6 - تشجيعهم على أن يكوّنوا أفكارهم وآراءهم الخاصة حيال الأحداث من حولهم أو فيما يتعلق بقصة خياليّة أو الأحداث التاريخية.
 
أما بالنسبة لبناء تقدير الذات؛ فتبدأ هذه العملية كغيرها من مرحلة مبكرة من العمر لدى الطفل، وحرْص الآباء على رفع مستوى تقدير أبنائهم لذواتهم يُعّد اللبنة الأولى لضمان تنشئة أفراد مستقلين قادرين على حلِّ المشكلات التي تواجههم؛ بما فيها التصدي لممارسات التنمر التي يقع ضحيتها كل طفل، ويساهم هذا أيضًا في تنشئة أفراد ينعمون بحياة مليئة بالنجاحات والأهداف العظيمة، فضلًا عن تكوين صورة إيجابية عن أنفسهم تبعث في نفوسهم السعادة والرضى، ويمكن للآباء رفع تقدير الذات لدى أبنائهم من خلال ما يلي:
 
1 – احترام الآباء لأبنائهم؛ فعندما يحترم الوالدان أطفالهم، سواء من خلال انتقاء الكلمات المناسبة لمخاطبتهم أو عدم توبيخهم أمام الآخرين؛ يساهم هذا في المقابل بتعزيز مفهوم احترام الذات لدى الأبناء. 
2 – تقديم الحب غير المشروط والدعم؛ وبهذا، فإنّ الحب الذي يكنّه الوالدان لأطفالهم يجب ألا يُحدّد ويُقيّد بنوعية السلوك الذي يظهره الطفل.
لا يجب إخبار الأطفال أننا نحبهم فقط عندما يتصرفون بصورة جيدةٍ أو لائقةٍ؛ فهذا سيوّلد لديهم شعورًا سيئًا حيال أنفسهم.
3 – تعبير الأهل عن مشاعر المحبة والعاطفة التي يكنّوها لأبنائهم بالأفعال؛ بالعناق على سبيل المثال؛ فهذا يشعر الطفل بأهميته بالنسبة لوالديه.
 4 – التقرّب من طفلك، والإنصات إليه والتحدّث معه.
5 – الثناء والتشجيع الدائم؛ على الآباء أن يثنوا على كل سلوك جيد وجهد يبذله الأبناء، فهذا سيدفعهم للمضي قدمًا وتحقيق المزيد من النجاح.  
عادة ما يُشخَّصُ الأطفالُ باضطراب السلوك عندما يُظهرون نمطًا مستمرًّا من العدوان تجاه الآخرين وينتهكون القواعدَ والمعاييرَ الاجتماعيةَ في المنزل والمدرسة ومع الأقران، مثل: الكذب والسرقة والقسوة على الحيوانات والعدوانية المؤذية والتغيب عن المدرسة أو الهرب منها. 

إن أحد أكبر التحديات بالنسبة لدى لأهل هي التعامل مع هذا السلوك الصعب، لذا؛ علينا التفكير بما يحدث قبل هذا السلوك وبعده من أجل فهمه والاستجابة له بصورةٍ فعالّة.

يوجد ثلاثة عوامل تتعلق بما يحدث قبل سلوك الطفل وبعده هي كالآتي:
● العوامل المحفزة التي تزيد أو تقلل احتمالية حدوث السلوك؛ تلك العوامل خاصةٌ بالطفل وينبغي للوالدَين معرفتها بأنفسهما.
● السلوكيات التي يجري تشجيعها أو تثبيطها.
● النتائج التي تتبع السلوك طبيعيًّا أو منطقيًّا؛ أي العواقب الايجابية أو السلبية التي تؤثر في احتمالية تكرار السلوك.

وعند التعامل مع الطفل يجب وضع الأمور الآتية في الحسبان:
- لا تفترض أن الأطفال يعرفون ما هو متوقع منهم، يجب أن تكون واضحًا؛ تتغير الطلبات من موقف لآخر وعندما يكون الأطفالُ غيرَ متأكدين مما يفترض بهم القيام به فمن المرجح أن يسيْئُوا التصرف.
- تأكد من إخبار الأطفال بالتعليمات المهمة وجهًا لوجه؛ فغالبًا لن يتذكر الطفل أو يفهم ما صرخت به من بعيد.
- إن تغير نمط الحياة مثل ولادة طفل جديد أو الانتقال إلى منزل آخر تمثلُ عواملَ مُغيّرةٍ لسلوك الطفل ومؤثرةٍ فيه.
- إن الأطفال يلاحظون بسرعة إذا ما كنت تمر بوقت عصيب أو كنت منزعجًا أو هناك مُشكلات عائلية.
- تأكد من طريقة تعاملك مع طفلك في موقف سابق؛ فعلى سبيل المثال: إن أعطيته الحلوى في أثناء التسوق ليتوقف عن البكاء و إحراجك أمام الآخرين، فإنه سيتوقع ردة الفعل ذاتها عند تكرار الموقف أو حدوث موقف مشابه في المستقبل.
- أعطِه الاهتمام الكافي؛ فقد يحاول لفتَ انتباهك ولو بتصرف سيّئ، كذلك أعطه المزيد من الاهتمام عندما يتصرف جيدًا.

في النهاية؛ إذا وجدت الأمر صعبًا ووجدتَ نفسك غير قادرٍ على التعامل مع كل ذلك وحدك، لا تتردد في طلب المساعدة والدعم من المختصين. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق