تُعدّ الحواس وسائل الاتصال مع العالم المحيط

تُعدّ الحواس وسائل الاتصال مع العالم المحيط


تُعدّ الحواس وسائل الاتصال مع العالم المحيط، وتؤدي دور جهازَ إنذار من أجل التنبيه من خطرٍ يمكن أن يحمل عواقب لا تُحمد عُقباها، ومنها حاسة الشم التي قد يكون فقدانها أحد أوّل أعراض الإصابة بفيروس (COVID-19) المنتشر حاليًّا؛ إذ تُشير التقارير الدوليّة التي يجمعها العاملون في الرعاية الصحيّة إلى أنّ فقدان حاسة الشم الذي قد يكون مترافقًا مع خلل في الذوق هو أحد الأعراض المهمة الدالة على الإصابة بـ (SARS-COV-2 ).

تُشير التقديرات إلى أنّ فقدان حاسة الشم يصيب 3-20% من الأشخاص، ويمكن أن يحدث نتيجة عديد من الأمراض؛ مثل فقد الشم اللاحق لعدوى السبيل التنفسي العلوي. وعلى الرّغم من أنّ موقع الإصابة الدقيق غير معروف؛ ولكن من المقترح أن الفيروس يسبب تغيرات في الظهارة الشمية؛ مما يسمح بدخولٍ فيروسي واسع لـ (SARS-COV-2)، وأذية في الأعصاب المحيطية التي تؤدي بالنتيجة إلى فقدان الشم.

تعتقد أكاديمية طب الأنف والأذن والحنجرة الأمريكية بأن فقدان الإحساس بالرائحة أو بالطعم قد تكونا علامَتَي إنذار مبكّر، وحسب إحدى الدراسات؛ على الرغم من التشابه بين المتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة الناتجة عن فيروس كورونا (SARS-CoV-2) وبين السارس (SARS-CoV) -من حيث التسلسل والآلية المرضية وطريقة الدخول إلى الخلايا-؛ لكن فقدان الشم لم يكن بين الأعراض الموصوفة الناتجة عن السارس.

لوحظ أنّ فقدان الشم -مع خلل في الذوق أو دونه- قد يكون من الأعراض المبكرة للإصابة بـ (COVID-19)، أو قد يحدث لدى المرضى الذين يعانون أعراضًا متوسطة الخطورة (1)، وقد يظهر ذلك في وقت متأخر من سير المرض؛ أي في الأسبوعين الثاني والثالث من العدوى (2). وفي دراسات أجريت في جامعة كاليفورنيا في سان دييغو؛ قال طبيب الأنف وجراح الرأس والعنق (DeConde) أنّ المرضى الذين اشتكوا فقدان الإحساس بالروائح كانت احتمالية دخولهم بوصفهم مصابين بـ (COVID-19) أقل عشر مرّات من أولئك الذين لم يبدوا شكوى فقد الشم، وبذلك قد يكون فقدان الإحساس بالروائح عاملًا مستقلًا مهمًّا بمثابة علامة على مظاهر أخف من (COVID-19).

وختامًا؛ ما يزال فهم آلية تأثير (COVID-19) الدقيق في حاستي الشم والتذوق وظهور هذه الأعراض غير واضح بدقة، ولكن؛ قد تبدي منفعة كبيرة في الكشف المبكر عن المرض.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق