عبارة جميلة جداً ، وممثلة للحيادية ( إنه عقلي أنا .. فلا تبحث فيه عن أفكارك)!

عبارة جميلة جداً ، وممثلة للحيادية ( إنه عقلي أنا .. فلا تبحث فيه عن أفكارك)!


عبارة جميلة جداً ، وممثلة للحيادية ( إنه عقلي أنا .. فلا تبحث فيه عن أفكارك)! 

كل منا نشأ مليئاً بالأفكار والقناعات التي تكونت بفعل عوامل عدة، منها تربيته، وتعليمه، وظروف حياته، ومجتمعه، يكبر على ذلك ويخالط الآخرين وقد ينسجم معهم وقد لا ينسجم، بحسب توافق الأفكار وتنافرها.. 

وبعيداً عن تناغم الأرواح، فالأرواح جنود مجندة كما قال النبي ﷺ (ما تعارف منها ائتلف وما تنافر منها إختلف ).. 

وتآلف الأرواح لا علاقة له بتوافق الأفكار فقد يتآلف الشخص روحياً مع شخص مختلف عنه تماماً في التوجهات والأفكار والمعتقدات. هنا نتحدث عن العقول وما تخزن فيها من قناعات ومعتقدات وأفكار تبرمجت عليها، فكونت منظومة فكرية للشخص يواجه بها أفكار الآخر.. 

في عصر الإنفتاح وثورة المعلومات، وتكاثر منصات التواصل وقلة القيود عليها إلا ماندر، أصبح لدى الشخص حرية أكبر ونوافذ أوسع يظهر منها أفكاره للآخرين، ولا شك أنها أفكار تخصه بغض النظر عما بُنيت عليه، وليس على المتلقي الموافقة عليها قطعاً.. 
لكل شخص حرية رأي وقرار، وأجندة من أفكار يعتقد أنها سليمة، وكل رأي سيعتبره دخيلاً وغريباً حتى يألفه، ويوافق تفكيره.. 
دخول الفكرة الجديدة أياً كانت على عقل الإنسان، هو أشبه بهجوم عاصفة على منزل هادئ، يتعامل معها حسب قدراته العقلية وظروفه الحياتية، وربما شيئاً فشيئاً يتعايش معها ويصبح أكثر إستعداداً لمستجدات أخرى.. 

مع الأسف على صعيدنا العربي قد تلاحقنا مقولة (إتفق العرب على ألا يتفقوا)! 
في كل مكان وزمان وعلى مستوى الأفراد، على مواقع التواصل، نرى من لا يروق له رأي الآخر وتفكيره يحظره، أو يدخل معه في دوامة من الخلاف قد تصل إلى التراشق بالشتائم التي تحط من قدر كليهما؛ السبب أن كل واحد يبحث عن أفكاره هو في عقل الآخر، أو بعبارة أخرى يريد أن يزرع أفكاره عنوةً في عقل الآخر.. 
لو إستحضر قبل أي نقاش أن للآخر عقلية مبرمجة بشكل مختلف عن برمجة عقله لوضع في حسبانه جميع ردات الفعل واستعد لها بوسائل نقاش سلمية، تصل بهما إلى إحدى نتيجتين: إما الإتفاق ، وإما الوفاق، ونعني بالوفاق هنا، إحترام رأي الآخر، وإن لم نأخذ به، وعدم تعدي الخطوط الحمراء.. 

(إنه عقلي أنا فلا تبحث فيه عن أفكارك)، عبارة يجب أن نستحضرها قبل الخوض في أي نقاش مع الآخر، كما يجب علينا أن نمتلك وسائل الإقناع المناسبة إذا كنا متأكدين من سلامة ما نطرحه من أفكار نريد تعميمها ونشر الفائدة منها، أما إذا قوبلت أفكارنا بالرفض من قِبل أغلبية فهذا يعني أن علينا مراجعتها، فإما أن تكون بحاجة لتعديلات ما، أو غير مناسبة للطرح زماناً أو مكاناً ، ولن نخرج مهما إمتلكنا قوة تعبير والرغبة في التفرد بأفكار جديدة، عن كوننا أفراداً في مجتمع كبير تتقدم فيه المصلحة العامة على الخاصة، وتوأد فيه الأفكار حية.. 

هناك مثل سويسري يقول : 
لا تحاول إقناع البقرة بأن الموز ألذ من العشب ، بل حاول إقناع نفسك بأنه لا دخل لك فيما تحبه البقرة !..

ملاحظة : الأمثال تضرب ولا تقاس

ومن أكثر الخطايا التي لا تُغتفر في المجتمع هي إستقلالية الفكر 

⛵️⚓️

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق